الدراسات العلمية

ما معنى الدراسات العلمية؟

تعد الدراسات العلمية الأساس في نهوض أي حضارة أو علم و أهم سبل تطوره و الملجأ الأصح للباحثين عن المعرفة، و الدراسات العلمية هي مجموعة من العمليات المنطقية و الفكرية و التي تبدأ بتحديد مشكلة ما و تقصي الحقائق حولها و وضع مجموعة من الفرضيات و القيام بجمع البيانات وصولا لنتائج و حقائق مؤكدة تحقق ما يسعى الباحث للوصول إليه

الدراسات العلمية متطورة باستمرار دون إنكار دور سابقاتها أو ارتباطها بمجال و اختصاص محدد ، فهذه الدراسات تشمل علوم الصحة و البيئة و الأحياء و التكنولوجية و علوم الفضاء و الهندسة و قد تطال الدراسات الدقيقة و الاستنساخ و حتى بعض الدراسات التي تعتبر غريبة أو وهمية للبعض أو أبحاث الدراسات المحرمة دولياً .

يقوم الباحثين بنشر آخر الدراسات العلمية التي يقومون بها لغايات عدة أهمها تقديم الفائدة الاجتماعية و المحافظة على حركة التطور و النشاط العلمي في المجتمع و رفع مستوى المعرفة لديهم , و تعريف المهتمين بآخر ما توصل له العلماء و مستجدات العلوم بكافة مجالاتها ، فهذه الدراسات ليست مجرد كلام على الورق ، بل هي مجهود علمي عالي يعتمد على تحديد ظاهرة حديثة و وصفها، و دراسة جوانبها و التأثيرات المحيطة بها و العوامل التي تؤثر بها و من ثم تحليلها و الاعتماد على مجموعة من الأدوات حسب نوع الدراسة ، فآخر الدراسات العلمية يجب أن تعتمد على أحدث الأدوات ، فتجميع البيانات قد يكون عن طريق احد وسائل التواصل الاجتماعي من خلال زيارة الحسابات و التعرف على آراء المجتمع ، أو إجراء إحصائيات أو استبيان من خلال بعض التطبيقات بدلا من زيارة مراكز التجمعات و التعرف على الآراء ، و بما يتعلق بآخر الدراسات العلمية في المجالات العلمية و التطبيقية فالمهم أن تكون مرتكزة على أدوات حديثة تقدم نتائج دقيقة .

النتائج التي يضعها الباحث العلمي أو يتوصل إليها يجب أن تكون مميزة و إبداعية غير مذكورة سابقا أو بنفس المستوى، و المجتمع و المراكز العلمية عن تقبل بهذه النتائج ما لم تكن تامة و مكتملة و تلبي الهدف منها .

التقديم و النهوض بآخر الدراسات العلمية سيعلي من شأن الباحث و يرفع من شأنه و يعرف المجتمع به ، لذا نرى التنافس بين الباحثين و المفكرين في عرض آخر الدراسات العلمية التي توصلوا لها و السعي باستمرار للبحث عن كل ما هو جديد في أي مجال علمي مختص .

تفرض العديد من المراكز العلمية و الجامعات على الطلاب و الباحثين من الأكاديميين تقديم أبحاث علمية حديثة باستمرار ، و تضعها شرط من شروط القبول في درجة علمية أو الدراسات العليا ، و أحد اهم شروط الترقيات العلمية ، فالجامعة تهتم أيضا بهذه الدراسات لحصد سمعة جيدة لها و لرفع ترتيبها و مستواها العلمي ، فمن المعروف أن أهم المعايير التي يقوم ترتيب الجامعات عليها هي عدد و أهمية و آخر الدراسات العلمية الخارجة منها ، و تقدم هذه الجامعات و المؤسسات التعليمية الدعم لبعض الباحثين المتميزين فيها و تؤمن لهم الجو للقيام بأبحاث بشكل مستمر إيماناً منها بأهمية هذه الدراسات .

و بالنسبة لآخر الدراسات العلمية فقد حازت دراسات الطب و العلوم الصحية على اهتمام كبير و خاصة مع ظهور وباء و فايروس كورونا المستجد و الذي اختلف الدراسات و تنوعت و تطورت يوما بعد يوم ، و كان الاهتمام بالباحثين في مجال الدراسات و المختبرات الطبية كبيرا من قبل الدول و المنظمات ، و لم تتوقف الاكتشافات الطبية على هذا العارض بل استمرت بتقديم الدراسات في شتى المجالات ، و كذلك الأمر بالنسبة لباقي العلوم و المعارف و التي تتأثر ببعضها كما هو معروف .

تتسابق دول بأكملها لتقديم أحدث و آخر الدراسات العلمية ، فرصيد الدولة من البحث العلمي يعلي من شأن منتجاتها و مراكزها العلمية ، و مؤخرا تربعت الصين على عرش الإنتاج العلمي بأعلى عدد دراسات علمية متخطية الولايات المتحدة الأمريكية و مقدمة آخر الدراسات العلمية التي نعتمدها مصدرا و مرجعا في كافة جوانب الحياة ، و نظرا لأهمية الأبحاث و الدراسات العلمية نرى الدول العظمى تخصص كم هائل من ميزانياتها عليها .

و على الرغم من العدد الكبير للأبحاث و الدراسات العلمية إلا أن المفيد فيها حسب ما هو معروف هو عدد الزيارة و الاستشهاد بها ، فقد نجد مركزا يصدر دراسات بأعداد قليلة إلا أنها تقدم فائدة كبيرة أكثر من مراكز متعددة النشر و الدراسات و بقيمة و استشهاد قليل، و يتم بشكل متواصل قياس هذه القيم من خلال مراكز دولية مختصة لها معاملات قياس تقيس مدى الاستشهاد و الاقتباس من الدراسة العلمية هذه أو تلك .

يمكننا القول أن آخر الدراسات العلمية هي التي تحدد أهم مجريات حياتنا و تقودنا إلى الطريق الأقصر و الأقل مجهود و تحمينا من مخاطر الظواهر التي قد تعارضنا ، و الدول التي تحافظ على مسارها العلمي و تسعى لتطويره باستمرار فهي تسعى للسيادة و تحقيق النهضة و المكانة العلمية و منها الاقتصادية و العسكرية و كل جوانب المجتمع.

أنواع الدراسات في البحوث العلمية

الدراسات الاستطلاعية: هي دراسة تهتم بحل مشكلة غير واضحة الملامح، وتتضمن مجرد تساؤلات وكل سؤال يتضمن مجرد متغير واحد ولا تحتوي على فروض. وتهدف الدراسات الاستطلاعية إلى تعريف الباحث بمشكلة الدراسة، وجمع المعلومات المتعلقة بها، الصياغة الدقيقة لمشكلة الأبحاث العلمية بجميع أنواعها- أبحاث الماجستير أو أبحاث الدكتوراه-، وفتح مجال وأفكار جديدة عن مشكلة البحث، وتهدف الدراسات الاستطلاعية إلى بلورة موضوع البحث.

تتميز الدراسات الاستطلاعية بالمرونة وعدم التقيد بالدقة الشديدة حيث أن البحوث الاستطلاعية تدرس مشكلة غائبة الملامح فالبحوث الاستطلاعية لا تحتاج الكثير من المعطيات، مما يجعلها لا تحتاج وقت كثير فالبحوث الاستطلاعية سريعة في الإنجاز، وتتميز البحوث الاستطلاعية بالشمولية وعدم المحدودية، فتتميز أيضاً بأنها تحتوي على تساؤلات فقط دون فروض.

الدراسات الوصفية: هي دراسة تقوم بوصف مشكلة علمية وتحليلها واستخلاص نتائج دقيقة للوصول بها إلى حل يناسب المشكلة، فتستخدم الدراسات الوصفية في الدراسات الاجتماعية والإنسانية. فالدراسات الوصفية تبدأ بتحديد مشكلة البحث، ومن ثم صياغة أسئلة لمشكلة البحث وفرض فرضيات كحل أولى للمشكلة، وبعد ذلك اختيار الشريحة المستهدفة التي ستجرى عليها الدراسة، ومن خلال هذه الفئة وباختيار أداة الدراسة المناسبة سيتم جمع المعلومات وتفسيرها، وأخيراً الحصول على النتائج النهائية التي نريد استخدامها في البحوث العلمية بجميع أنواعها- أبحاث الماجستير أو أبحاث الدكتوراه. وتهدف الدراسات الوصفية إلى الوصف الدقيق للمشكلة، وكشف موضوعات المشكلة وتوضيح معالمها، فالدراسات السابقة تهدف إلى جمع المعلومات المتعلقة في مشكلة البحث العلمين ووضع الفروض المبدئية للوصول إلى حل المشكلة.

تتميز الدراسات الوصفية بالدقة في جمع المعلومات، وواقعتها، وتتميز بانتهاجها للوصف الكمي والكيفي عند توضيح خصائص المشكلة، وتتميز بتحديدها للعوامل المؤثرة والتي تتأثر بالمشكلة، تتميز الدراسات الوصفية بفرضها للفروض المتعلقة بالمشكلة في البحوث العلمية بجميع أنواعها- أبحاث الماجستير أو أبحاث الدكتوراه-.

الدراسات التشخيصية: هي دراسة تعرض وتفسر الظواهر بطريقة الكم والكيف بصورة منطقية وعلمية بناء على فروض سببية محددة يبين الباحث من خلال مدى العلاقات بين المشاكل، حيث أن ملامح المشكلة محددة بشكل دقيق جيداً، وتتبع الظواهر فترة زمنية منذ بدايتها إلى وقت تفسير حدوث الظاهرة، فبذلك تعتبر الدراسات التفسيرية هي التي تمد العلوم الطبيعية بالعديد من القوانين والقواعد والنظريات، وتمد العلوم الإنسانية بتفاصيل وغموض الحياة الاجتماعية. وتهدف الدراسات التشخيصية إلى تحديد المتغيرات -المتغير التابع، المتغير المستقل-، فتهدف الدراسات التفسيرية إلى الكشف عن أسباب الظواهر الطبيعية، وملامح المشكلات الاجتماعية.

تتميز الدراسات التشخيصية بأنها أكثر دقة من الدراسات الاستطلاعية والدراسات الوصفية، وتتميز الدراسات التفسيرية باكتشافها لمعلومات جديدة، وتتميز الدراسات التشخيصية بأن معالم المشكلة محددة تحديداً دقيقاً مما يمكن الباحث من وضع الفروض السببية.

ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك