المنهج التاريخي بالبحث العلمي
المنهج التاريخي بالبحث العلمي يمكننا أن نعرفه بالمنهج الذي يعمل على إحياء أحداث حصلت في الأزمان الماضية، وذلك عبر جمع المعلومات منها ونقدها والتأكد من صحتها، ثمّ تحليلها ومحاولة إسقاطها على أحداث حاصلة في الزمن الحالي، بهدف توقع المستقبل.
كما يمكن تعريفه بالأسلوب أو الطريقة التي يتبعها الباحث العلمي بهدف الوصول الى الحقائق والمعارف، وذلك من خلال مطالعة بعض البيانات والمعلومات التي تمّ تدوينها في الزمن الماضي، والقيام بتصحيحها ونقدها بشكل موضوعي وحيادي، للتأكد من صحتها وجودتها، والقيام بإعادة ربطها بالحوادث الحالية للوصول الى نتائج صحيحة مثبتة بالبراهين والادلة.
وعلى الباحث العلمي خلال عملية جمعه للمعلومات والبيانات المرتبطة بالمنهج التاريخي، أن يعتمد على أسس علمية ومنهجية دقيقة، وأن يحاول فهم الامور التي تقع في الوقت الراهن، من خلال ربطها بالأحداث التي جرت سابقاً، لكي يستطيع أن يستشرف المستقبل.، فالأحداث التي حصلت في الماضي سوف تتكرر بصورة او بأخرى في الزمن الحالي، حتى وإن كانت الأدوات تختلف، وبالتالي يمكننا الاعتماد على الماضي كي يعطينا صورة متوقعة عن الأمور التي قد تحدث حالياً أو مستقبلاً.
نشأة المنهج التاريخي
إن نقطة الانطلاق الحقيقية للمنهج تاريخي كانت بأواخر القرن التاسع عشر الميلادي بعد أن اكتشفت اللغة السنسكريتية، فهذا كان له دور أساسي بفهم الظواهر اللغوية بشكل حقيقي يعتمد على متابعة تاريخها والتطورات التي طرأت عليها، وبعد ذلك يمكن ربط الجانب الوصفي بكل سهولة مع مسبباته التاريخية.
أما مسوغات نشأة المنهج التاريخي بهذا العصر تحديداً وفق روبنز، هي ان القرن التاسع عشر الميلادي يعتبر العصر الذي كثرت فيه الدراسات التاريخية والمقارنة بين اللغات، وبشكل خاص بين اللغات الأوروبية واللغة الهندية.
ولكن من ناحية اخرى فإن قولنا بأن نشأة المنهج التاريخي جاءت بالقرن التاسع عشر لا يلغي إجراء أبحاث قبل ذلك تعتمد على المقارنات بين اللغات واستخدام هذا المنهج، ولكن ذلك القرن هو العصر الذي شهد على تطورات واسعة بالمفاهيم النظرية وبالمنهجية الحديثة التي يبنى عليها المنهج التاريخي والمقارن.
وبالتالي فإن المنهج التاريخي موجود منذ اكتشاف اللغات من قبل الانسان، وبعد تمكنه من القراءة والكتابة وبذلك تمكنه من التأريخ، ولكن التطور واتضاح المعالم الاجرائية والاعتماد عليه كأحد أهم المنهاج في البحث العلمي تأخر حتى القرن التاسع عشر.
وهنا لا بدّ من الإشارة الى الفرق الرئيسي بين المنهج الوصفي الذي يتسم بالثبات، والاقتصار على دراسة ظاهرة من بزمان ومكان محددين، وبين المنهج التاريخي المعاكس تماماً والذي يدرس الظاهرة وحركتها بين عصرين مختلفين أو أكثر، كي يرصد مظاهر وأسباب التطور، مما يساعده على التنبؤ بالمستقبل.
أهم سمات المنهج التاريخي
يعتمد المنهج التاريخي على ملاحظة التطورات ومتابعتها، واستنباط الاسباب التي أدت إلى حدوثها.
يعتبر من الوسائل التي تعتمد على دراسة الظواهر بشكل رأسي، بمعنى أنها تدرسها من خلال عدة مراحل تاريخية.
يعتمد على التاريخ المكتوب ويحاول إدراكه بشكل متكامل، ثمّ استنباط التطورات والمتغيرات من خلاله.
منذ نشأة المنهج التاريخي وهو يتسم بالحركة.
يعتبر أكثر اتصالاً بالدلالة لجهة المعالجات الخاصة بالقضايا المتعددة للدلالة.