تعريف التحليل الإحصائي
تعريف التحليل الإحصائي في البحث هو عملية تتكون من عدة خطوات رياضية ومنطقية، تهدف إلى تجهيز المعلومات المتعلقة بالبحث العلمي، قبل القيام بدراستها ومن ثم استخراج النتائج منها. وبذا فإن علم الإحصاء يستهدف خلق معانٍ جديدة من بيانات ليس لها معنى عند وجودها منفردة. ولا شك أن علم الإحصاء قد أضحى يلعب دوراً هاماً خاصةً في ظل الثورة المعلوماتية الضخمة، والتي كانت سبباً في بزوغ نجم تحليل البيانات Data Analysis.
يرتبط مجال التحليل الإحصائي بكثير من أنماط العلوم؛ فنجد التحليل الإحصائي ذا صلة وطيدة بالمحاسبة المالية، ويظهر ذلك في إعداد حسابات المُتاجرة و الأرباح والخسائر والميزانية العمومية (قائمة المركز المالي)، وكذلك مجال إدارة الأعمال؛ من خلال تلخيص البيانات المتعلقة بالنشاط التجاري في جانبها الإداري، وبالمثل مجال الفلك، وما يتطلبه من دراسات إحصائية لقياس المسافات الكونية بين الأجرام، وعلى ذات المنوال المجال الاقتصادي، وما يحتاج إليه من إحصائيات دقيقة للعرض والطلب والدخل القومي والبطالة والناتج المحلي، وبالمثل المجالات الاجتماعية الأخرى، والهندسة، والطب، والبيولوجي.
أهمية التحليل الإحصائي
وتتجلى أهمية التحليل الإحصائي فيما يلي:
يستخدم في كافة العلوم الإنسانية والطبيعة والبحوث العلمية المتعلقة بالصحة العامة وصحة المجتمع. وللمزيد عن دور الإحصاء في العلوم، يرجى مطالعة مقالنا: التحليل الإحصائي في البحث العلمي.
مساعدة الباحثين في دراسة العينات الإحصائية الكبرى.
يتميز بدقة النتائج البحثية الناتجة من تحليل البيانات إحصائياً.
يستخدم في المصانع والشركات التجارية بغية دراسة المجتمع المستهدف بالسلع وتحسين التسويق وزيادة الأرباح، والمساهمة في اتخاذ القرار.
يستخدم في ميادين الرياضة في تقييم وتقويم اللاعبين وتحسين أدائهم. ولقراءة المزيد عن استخدامات الإحصاء في الرياضة طالع المقال التالي: كيف تمكن أبو جبل من التصدي لثلاث ضربات جزاء بفضل تحليله البيانات؟!
خطوات التحليل الإحصائي
أولاً: ينبغي عليك أيها الباحث أن تقوم باختيار نوع الاختبار الإحصائي المناسب، والذي يتم اختياره بحسب نوعية البيانات الخاصة والمرتبطة بالمتغيرات التابعة، وكذلك عدد المتغيرات المستقلة وعدد مستوياتها.
ثانياً: لا بد وأن يميز الباحث بين الاختبارات المعلمية والاختبارات غير المعلمية، ثم يختار الأنسب من بينهما. فالاختبارات المعلمية لا بد وأن يكون التوزيع الطبيعي هو توزيع مجتمع الدراسة، كما أن مجتمع البحث ينبغي أن يحتوي على نفس الخصائص الموجودة في عينة البحث. على عكس مجموعة الاختبارات غير المعلمية التي يكون مجتمع الدراسة فيها موزعاً توزيعاً حراً.
ثالثاً: يقوم الباحث باختبار الفرضيات، وذلك من خلال ما يلي:
تعيين فرض العدم ( Null Hypothesis).
تعيين الفرض التجريبي ( Experimental Hypothesis).
تحديد مستوى الدلالة المناسب ( Level of Significant).
رابعاً: اختيار مستويات الدلالة الإحصائية، والتي تتكون من مستويين هما: اتجاه الاختبار، ودرجة الحرية:
اتجاه الاختبار: فينبغي على الباحث اختيار اتجاه الاختبار على المؤثر الذي يريد دراسته.
درجة الحرية: ونعني بها عدد القيم التي يمكن إجراء تغييرات عليها عند القيام بحساب خاصية إحصائية معينة، ويتم تحديد هذه الحرية وفق معادلة معينة.
ماهي خطوات إجراء التحليل الإحصائي؟
تتمثل خطوات إجراء التحليل الإحصائي فيما يلي:
تحديد عيِّنة الدراسة
وفي ذلك يختار الباحث مجموعة من المفردات، وهناك أكثر من أسلوب منهجي لاختيار العيِّنة، ومنها طريقة العيِّنة العشوائية البسيطة أو الطبقية أو العنقودية أو الحصصية أو القصدية، وذلك على حسب طبيعة البيانات والمعلومات.
عملية جمع البيانات
وفي تلك الخطوة يختار الباحث أداة أو أكثر من أدوات البحث العلمي، ومن بين ذلك الاستبيانات (استبيانات مفتوحة، أو مغلقة، أو مختلطة)، وكذلك هناك اختبارات المقاييس، وبطاقة الملاحظة، والاختبارات.
عملية تصنيف وتبويب البيانات
وفي ذلك يقوم الباحث بتجميع البيانات ذات السمات أو الخصائص المشتركة، بهدف تجهيزها لعمل التحليل.
عملية تحليل البيانات
ويُستخدم في عملية تحليل البيانات أنواع مختلفة من المعادلات الإحصائية، ويستخدمها الباحث على حسب الهدف من عملية التحليل.
عملية استخراج النتائج وعرضها
وفي تلك الخطوة من خطوات التحليل الإحصائي يتم عرض النتائج في صورة جداول أو مخططات بيانية.
أنواع التحليل الإحصائي
التحليل الإحصائي الوصفي
“ما الذي يجب إتمامه؟” يعمل التحليل الوصفي على البيانات من خلال طرح هذا السؤال، إنه المجال المشترك لتحليل الأبحاث لتحديد أفضل إجراء ممكن لموقف ما، فكرتها الكاملة هي تقديم المشورة التي تهدف إلى إيجاد التوصية المثلى لعملية صنع القرار، يتعلق بالتحليل الوصفي والتنبؤي، يصف التحليل الوصفي البيانات، أي ما حدث، وتتنبأ التحليلات التنبؤية بما قد يحدث، يجد الت.حليل الوصفي الخيار الأفضل بين الخيارات المتاحة، التقنيات المستخدمة في التحليل الوصفي هي المحاكاة وتحليل الرسم البياني وقواعد العمل والخوارزميات ومعالجة الأحداث المعقدة والتعلم الآلي.
التحليل الإحصائي التنبئي
“ماذا قد يحدث؟” يستخدم التحليل التنبئي لعمل توقع للأحداث المستقبلية، إنه يقوم على الحقائق الحالية والتاريخية، يستخدم الخوارزمية الإحصائية وتقنيات التعلم الآلي لتحديد احتمالية النتائج المستقبلية والاتجاهات بناءً على البيانات والسلوك التاريخي والجديد، تقوم الأعمال بتنفيذ التحليلات التنبؤية لزيادة الميزة التنافسية وتقليل المخاطر المتعلقة بمستقبل غير متوقع، المستخدمون الرئيسيون للتحليل التنبئي هم التسويق والخدمات المالية ومقدمو الخدمات عبر الإنترنت وشركات التأمين، الأساليب المستخدمة في التحليل التنبئي هي التنقيب عن البيانات، والنمذجة، والذكاء الاصطناعي، إلخ.
التحليل الإحصائي العرضي
“لماذا؟ “يساعد التحليل العرضي في تحديد سبب كون الأشياء على ما هي عليه، نظراً لأن عالم الأعمال الحالي مليء بالأحداث التي قد تؤدي إلى الفشل، فإن التحليل العرضي يسعى إلى تحديد سبب ذلك، يحاول الحصول على السبب الجذري، أي السبب الأساسي لحدوث شيء ما، هذه تقنية شائعة مستخدمة في صناعة تكنولوجيا المعلومات لضمان جودة البرنامج، والصناعات التي تعالج الكوارث الكبرى.
تحليل البيانات الاستكشافية
إنه أسي للإحصاءات الاستنتاجية ويستخدم في الغالب من قبل علماء البيانات، إنه نهج تحليلي يركز على تحديد الأنماط في البيانات ومعرفة العلاقات غير المعروفة، الغرض من تحليل البيانات الاستكشافية هو التحقق من البيانات المفقودة، والعثور على علاقات غير معروفة، والتحقق من الفرضيات والافتراضات، لا ينبغي استخدامه بمفرده لأنه يوفر فقط عرضاً شاملاً للبيانات ويحصل على بعض الأفكار حولها، إنها الخطوة الأولى في تحليل البيانات التي يجب إجراؤها قبل الأساليب الإحصائية الرسمية الأخرى.
التحليل الميكانيكي أو الآلي
يلعب التحليل الآلي دوراً مهماً في الصناعات الكبيرة، على الرغم من أنها ليست من بين الأنواع الشائعة من أساليب التحليل الإحصائي، إلا أنها تستحق المناقشة، يتم استخدامه لفهم ووصف التغييرات الدقيقة في المتغير المحدد الذي يؤدي إلى المتغيرات الأخرى، إنه يعمل على افتراض أن النظام المحدد يتأثر بتفاعل مكونه الداخلي، لا يعتبر التأثير الخارجي، إنه مفيد في نظام يحتوي على تعريفات واضحة مثل العلوم البيولوجية.
