كتابة الرسائل العلمية والبحث العلمي

اسلوب كتابة الرسائل العلمية والبحث العلمي

ومن أبرز النقاط التي يجب على الباحث الانتباه لها أثناء كتابة البحث ما يلي:

اقرأ جميع المعلومات والآراء التي نقلها من المصادر والمراجع في بطاقات أو ملفات أو دفاتر ، بعناية وحرص ونقد ، واستوعب هذه المعلومات والأفكار حتى يتمكن من التعبير عنها بطريقته الخاصة. وتجدر الإشارة إلى أنه غالبًا ما يتطلب من الباحث إزالة الكثير من المعلومات التي سبق نقلها في مرحلة متقدمة من إعداد البحث ، لأنها لا تتعلق بموضوعات البحث من قريب أو بعيد ، ولا داعي للندم. الوقت الذي يقضيه الباحث في الحصول على هذه المعلومات لأنها مفيدة كثقافة عامة.

من الضروري أن تظهر شخصية الباحث من خلال الخطوط وبين ثنايا الصفحات ، مع الآراء التي يدعو إليها والأفكار التي يقدمها والمقترحات التي يقدمها. يجب على الباحث أن يكون مؤثرا في الموضوع ومتأثرا به ، وألا يقلد الآخرين دائما في أفكاره وآرائه. فعندما يريد الباحث رأياً جديداً عليه أن يدعم هذا الرأي ويعززه بحجج مقنعة ومنطقية بشرط أن يبدأ بأبسط الأدلة ثم ينتقل إلى أقوى الأدلة.

عند انتقاد الباحث للباحثين والكتاب الآخرين ، يجب عليه التقيد بمبادئ وقواعد البحث العلمي حتى يكون النقد موضوعيا وبطريقة مهذبة ودون إهانة الآخرين أو التقليل من شأنهم أو إنكار حقوقهم. التكرار هو أحد العيوب الشكلية المعروفة في بعض الأبحاث ، والتي تنص على أن المعلومات يتم الإبلاغ عنها مرتين أو أكثر ، والتكرار هو دليل على عدم اكتمال أو دقة خطة البحث. وإذا كانت هناك ضرورة علمية تتطلب تكرار معلومة ، فإن الدقة العلمية تتطلب اختيار أحد مكانى التكرار للعرض الكامل ، بينما يكون المكان الآخر كافيا للإشارة بسرعة إلى مكان تناول الموضوع. ذكر الصفحة أو رقم الفصل. إذا كان من الضروري الاستشهاد برأي أو فكرة تخص مؤلف أو باحث ، فلا بد من ذكرها حرفيًا ووضعها بين قوسين.

شروط الاستشهاد بالمصادر:

فيما يتعلق بالاقتباس من المصادر ، هناك عدد من النقاط التي يجب مراعاتها أثناء كتابة البحث ، وهي: وينبغي الانتباه إلى ضرورة تحقيق الانسجام بين ما نقله وما قبله وما يليه ، حتى لا يظهر الاقتباس مخالفا أو مخالفا لما جاء قبله وما بعده. إن عدم الاقتباس أكثر من اللازم هو نصيحة مهمة يجب على الباحث الالتزام بها حتى لا تضيع شخصيته بين الاقتباسات وآراء الآخرين. يتم وضع الاقتباس الحرفي بين قوسين لتمييزه عن باقي أقوال الباحث. يفضل ألا يتجاوز الاقتباس الحرفي ستة أسطر. في حالة تجاوز هذا الحد ، يوصى بصياغة الاقتباس بأسلوب الباحث مع الإشارة حسب الأصول إلى المصدر.في حالة الاقتباس وحذف الباحث لبعض العبارات ، يجب أن يضع ثلاث نقاط في مكان الخطاب المحذوف ، وإذا حذفت فقرة كاملة من الاقتباس ، يوضع في مكانها سطر منقط. سطر واحد بين قوسين.

أدوات البحث العلمي:

تُعَدُّ أدوات البحث من بين أساليب كتابة البحوث والرسائل العلمية المحورية؛ ففي حالة حاجة الباحث العلمي لمعلومات مُباشرة يستشفُّ منها الباحث توجُّهات وسلوكيات الباحثين في قضية مُعيَّنة؛ فتستخدم أكثر من أداة، ومن بين ذلك:

  • الاستقصاءات (الاستبيانات): والاستقصاءات في طليعة أساليب كتابة البحوث والرسائل العلمية، وينقسم الاستقصاء أو الاستبيان إلى: الاستبيانات المُغلقة، وفي ذلك يقوم الباحث بصياغة أسئلة مكتوبة في نموذج، ولها إجابات يختار من بينها المفحوصون ما يعبر عنه، أو الاستبيانات المفتوحة، وتتمثَّل في أسئلة يُجيب عنها المفحوصون دون التقيُّد بنوعية مُعيَّنة من الإجابات، أو الاستبيانات المفتوحة المُغلقة، وهي تحتوي على أسئلة من النوعين؛ المفتوح، والمُغلق معًا؛ والتنويع في الأسئلة يتم وفقًا لرؤية الباحثين والباحثات؛ ففي بعض الأحيان يحتاج الباحثون لأسئلة مُحدَّدة، وأخرى مفتوحة.
  • المقـــابلة: وتُعَدُّ المُقابلة من بين أساليب كتابة البحوث والرسائل العلمية، وهي عبارة عن مُناقشة تتم بين الباحث والمفحوصين وجهًا لوجهٍ، وهي تنقسم إلى أكثر من نوع مثل المُقابلة الفردية، والمُقابلة الجماعية، أو عن طريق تطبيقات الحاسب الآلي، ومن خلال البثِّ المباشر، وتتَّسم المُقابلة عن غيرها في إمكانية تعرُّف الباحث على ردود الأفعال بالنسبة للمبحوثين.
  • المُلاحظة: وتُعتبر المُلاحظة من بين أساليب كتابة البحوث والرسائل العلمية، وهي إحدى أدوات البحث العلمي الهامَّة، ويستخدم فيها الباحث الحواسَّ الذاتية، مثل الرؤية، واللمس، وتتطلَّب خبرات من الباحث على خلاف الاستبيان، أو حتى المُقابلة.

مناهج البحث العلمي: تُعتبر مناهج البحث العلمي من ضمن أساليب كتابة البحوث والرسائل العلمية، وتُستخدم في مُختلف تصنيفات البحوث، وهي عبارة عن إجراءات مُنظَّمة تُساعد على بلوغ الأهداف المرجوة من البحث، وبصورة منهجية، ومن أهمِّها كل من: المنهج التاريخي، والمنهج الوصفي، والمنهج الفلسفي، والمنهج المُقارن، والمنهج التجريبي… إلخ.

الترتيب الكتابي للبحوث والرسائل العلمية:

صياغة البحوث والرسائل العلمية تتطلَّب خطوات كتابية مُرتَّبة، وسنوضحها في الفقرات الآتية:

  • العنوان: اختيار الباحث أو الباحثة عنوانًا مُعيَّنًا ينبغي له شروط، وهي أن يتَّسم العنوان بالوضوح في الكلمات المُتضمِّنة له، وأن يكون مُختصرًا بحيث لا يتعدَّى خمس عشرة مُفردة، وأن يعكس ما يحتويه البحث أو الرسالة العلمية، وأن يكون بعيدًا عن النَّسخ من رسائل أخرى، بمعنى أن يكون جديدًا، ولم يُطرح من قبل.
  • المقدمة البحثية: بعد صياغة العنوان المُناسب، يضع الباحث مقدمة مُوجزة لا تتخطَّى ثلاث صفحات، ويكون ذلك على حسب الحجم الكُلِّي للبحث أو الرسالة العلمية، ويوضح فيها الخطوط العريضة لموضع الدراسة، وكذلك يمكن أن يشملها بآية أو حديث من السُّنَّة، وهناك بعض الباحثين ممن يوضحون المنهج المُستخدم في المقدمة أو في فقرة مُستقلَّة، وكلا التَّوجُّهين صحيح.
  • المنهج العلمي: وهو بند كما سبق أن أشرنا في الفقرة السابقة، يمكن أن تتم صياغته مُستقلًّا، أو ضمن المقدمة، وجدير بالذكر أن يُمكن اتِّباع منهج واحد أو أكثر.
  • الأهمية والأهداف: ينبغي على الباحث أو يضع وجهًا أو أوجهًا لأهمية موضوع البحث في مجموعة من الفقرات المُفصَّلة، وكذا أهداف يرجو الباحث تحقُّقها، ومن المهم أن تتَّسم هذه الأهداف بالمعقولية في إمكانية بلوغها.
  • الأسئلة والفرضيات: أسئلة البحث عبارة عن بلورة للمشكلة في صورة صياغة استفهامية، وهي تُمثِّل تخمينًا للحل من خلال خبرات الباحث في مجاله، والمعلومات الأولية التي توجد في جُعبته، أما الفرضيات فهي عبارة عن صياغة خبرية لعلاقة بين متغيرين، ويُفصِّل الباحث طبيعتها في المتن الداخلي للبحث.
  • محتوى البحث: والمحتوى هو عبارة عن تفصيلات مُوسَّعة، ويصوغها الباحث في أبواب وفصول ومباحث ومطالب، ومن المهم توضيح الأفكار بشكل مُتتابع، مع تطويرها من جزء لآخر.
  • الدراسات السابقة: في حالة وجود موضوعات مُشابهة لما يتناوله البحث، وتم تنفيذها في مرحلة سابقة؛ فيمكن للباحث أن يُلخِّص مضمونها، ويُعلِّق عليها؛ كي يتعرَّف القُرَّاء على الفرق بينها وبين ما تشمله رسالته.
  • نتائج وتوصيات ومُقترحات البحث: النتائج عبارة عن خلاصة ما يصل إليه الباحث العلمي، ويضعها في صورة بنود مُنظَّمة، ومدعومة بالبراهين الرَّقمية، أمَّا التوصيات فهي حلول مُعتبرة تُسهم في مُعالجة المشكلة، أمَّا مُقترحات البحث فهي موضوعات بحثية يمكن العمل عليها من جانب الباحثين الآخرين.
  • الخاتمة: وهي جزء أخير تُوضع به طبيعة المُشكلة محل البحث باختصار، وأهم نتائج البحث.
  • مراجع البحث: وهي قائمة تحتوي على مُختلف المراجع والمصادر التاريخية المُستعان بها في البحث، ومُرتَّبة أبجديًّا.

ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك