ما هي الترجمة العلمية؟

ما هي الترجمة العلمية؟

هي من أصعب أنواع التراجم، ويجب على القائم بها الالمام بجميع المصطلحات العلمية التي تخص المجال الذي يعمل على ترجمته حسب نوعيته، اذ ان المجال الطبي له مترجمون، والمجال الفيزيائي له مترجمون…… إلخ، وتأتي صعوبة الترجمة في شمولها على ترجمة مصطلحات ليست دارجة عند العامة، ولكنها تتعلق بالعلوم الأكاديمية، ولا يتم اكتسابها من خلال التخاطب السماعي ، وتخرج الطالب من أي كلية تدرس الترجمة لا يعني أن يكون مؤهلًا للقيام بالترجمة. وحتى لو كان المترجم قد أقام بدولة أجنبية لمدة زمنية طويلة ، وأصبحت لديه كل مقومات الترجمة من خلال الأسلوب السماعي أو الكتابي، لكن الترجمة العلمية وضعها مختلف، وسوف نتعرف في هذا المقال على مجموعة من السياقات المهمة التي لها صلة بها.

لكن أولا اقرا مقالنا عن تخصص الترجمة .

تعريف الترجمة العلمية؟

  • هي نقل النصوص التي تتعلق بالعلوم التطبيقية والنظرية من اللغة الأصلية إلى اللغة المستهدفة، مع عدم الإخلال بالمعنى المستهدف.
  • وهي تفسير للكتابات العلمية بلسان مختلف عن لغة المنشأ.
  • نقل الأفكار العلمية من لغة إلى أخرى؛ بهدف اكتساب المعارف الجديدة واستخدامها كما هي أو تطويرها.

أهمية الترجمة العلمية؟

  • على صعيد الدول والمجتمعات:
  1. تبادل الخبرات العلمية:

تختلف المقدرات العلمية لدولة عن غيرها من الدول، فهناك دول متطورة في جانب علمي معين مثل الطب أو الهندسة، ودول لديها القليل من المعارف في ذلك السياق، لذا يتم التوجه لاكتساب المهارات في جهات علمية معينة من خلالها فيما بين الدول وبعضها البعض، مثل المحاكاة والتنافس الذي يحدث فيها بين الدول العظمى.

  1. اختصار الوقت لتحقيق النهضة والتطور:

هذا ما يسمى بالمحاكاة العلمية، فمعظم العلوم الحديثة في الدول الغربية أنشأها حركات الترجمة التي ظهرت في فترة ما بعد العصور الوسطى، ونقل آلاف المجلدات العلمية من الدولة الإسلامية التي كانت في أوج قوتها في حينها.

وبالأخص الأندلس التي كانت الرابط بين الحضارة الإسلامية والغربية، ومن ثم انتشرت علوم الطب والاحياء والجغرافيا …إلخ، يرجع أصلها لعلماء المسلمين، واتخذت كقاعدة أسست عليها العلوم الغربية الحديثة.

  • على صعيد البحث العلمي:
  1. جمع المعلومات في البحث العلمي:

قد يقوم أحد الباحثين العلميين بدراسة موضوع ما أو إشكالية علمية، وليس لديه مادة في لغته الأصلية للإلمام بجميع جوانب الموضوع المراد دراسته، مما يؤدي لقيام الباحث العلمي بترجمة كتب علمية بلغات أخرى،

حتى يصل لنتائج بحثية دقيقة عن طريق توسيع دائرة البحث بالاستعانة بالمراجع الأجنبية، ومن الواجب ان يكون ذلك بضوابط مهنية علمية، بتوثيق تلك المراجع في البحث العلمي، على حسب الأمانة العلمية في النقل عن الآخرين.

  1. الترجمة العكسية لتحقيق الشهرة:

قد يلجأ الباحث العلمي إلى الترجمة العلمية العكسية احيانا، وبالرغم من قلة ذلك النمط في وقتنا الحالي إلا أنه موجود ويجب التنويه إليه، مثال: قد يحتاج أحد الباحثين العلميين إلى ترجمة بحث علمي نفذه من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية أو الفرنسية مثلًا، والهدف هو تحقيق الشهرة عالميا، والنشر على المواقع الأجنبية.

الصفات الواجب توافرها في المترجم العلمي؟

  1. معرفة لغة المصدر واللغة المترجم إليها:

المترجم العلمي يجب ان يكون على علم باللغة المترجم منها، وكذلك على علم باللغة المترجم اليها، وليس المقصود الترجمة الحرفية، بل في الترجمة العلمية يجب تجاوز ذلك، فيوجد مصطلحات لا يمكن ترجمتها بدقة، لذا عللا المترجم العلمي ان يتميز بالإبداع في محاولته للوصول للمعنى المقصود، على حسب اللغة المنقول إليها النص.

  1. الاطلاع باستمرار:

على المترجم العلمي ان يكون ملم بكل ما هو جديد في مجال الترجمة، بسبب توفر الكثير من الموسوعات العلمية في المجالات العلمية باختلافها، ويتم إصدارها وتجديدها كل فترة زمنية، واستفادة المترجم وتزوده بالعلومات المهمة من الموسوعات، يساعد في إتقانه لعمله.

  1. الغيرة والقومية:

اي تحفز المترجم العلمي على أداء دوره على أكمل وجه بدون اهمال، لما يراه من جهود وفوارق كبيرة فيما بين أبناء وطنه والآخرين، حينها تجري في عروقه نزعة الغيرة والقومية على مقدرات وطنه، ويعمل على الترجمة لرفع شأن بلده.

  1. الصدق والاتقان في العمل:

وهو من الصفات الهامة التي ينبغي أن تتوافر فيمن يقوم بالترجمة العلمية، فعند القيام بترجمة علمية لها صلة بأحد الأبحاث أو الرسائل العلمية، يكون ذلك عامل مهم للحصول على التقييم المناسب، خصوصا في رسائل الماجستير والدكتوراه،

أيضا لو كانت الترجمة لها صلة بتقارير علمية فكفاءة المترجم سيترتب عليها اتخاذ قرارات مهمة بخصوص المطلعين على تلك التقارير، فالأمانة والدقة في الترجمة مطلب رئيسي ممن يقوم بتلك المهمة لو ماذا كان الهدف من استخدام الترجمة العلمية.

  1. الخبرة العملية:

لها الدور الأكبر في مجال الترجمة العلمية فكلما زاد التمرس للترجمة كلما زادت الخبرة ، وتصبح ترجمته ذات جودة أفضل وأعلى من غيره من العاملين في نفس المجال .

استيعاب اللغة العربية للترجمة العلمية.

لا يجد المترجم العلمي معاناة بنقل أي لغة عالمية وتحويلها الى اللغة العربية لتحقيق اللفظ العلمي لما يقابله في اللغة العربية، لذلك نرى جانب جديد في الترجمة العلمية يطالب بالتعريب بدل من التراجم العلمية على نفس نمط اللفظ الاجنبي، وبعدها يصبح لنا مصطلحاتنا العلمية الخاصة بنا ، مثال : كلمة computer إلا يضر ترجمتها الى حاسوب بدل من “كمبيوتر” والكثير من الأمثلة المشابهة ، والهدف المرجو إيصال المعني، وليس مجرد الترجمة ،

لكن يجب ان نشير الى المعارضين لهذا الجانب بما يخص الترجمة العلمية ، اذ انه يرون مهما حاول الباحثون العلميون من سياق تعريبات لمصطلحات علمية فلن تقوم بتأدية دورها على اكمل وجه ، لذا يفضل سياق المصطلحات بنفس لغتها ومن ثم يتم تفسيرها.

والى هنا يكون قد انتهى مقالنا نرجو ان نكون قد قدمنا الإفادة بكل ما يخص الترجمة العلمية ، سائلين الله عز وجل ان يسهل طريقكم ويبارك لكم في دراستك لنيل اعلى المراتب .

ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك